أسئلة النقد الأدبي فـي عصر العولمة

عمان- أحمد الطراونة-قال د. عبدالقادر الرباعي: إن النقد الأدبي يتطور، وتتنوع مناهجه ونظرياته تبعا لتطور الفكر الإنساني وتعقيد الحياة البشرية من جهة، وتعدد الفنون وتغير الأشكال والرؤى الإبداعية على مر الأزمان والعصور.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الرباعي في مؤسسة عبدالحميد شومان مساء أول أمس ضمن نشاطات المنتدى الثقافية الشهرية.
ويؤكد الرباعي انه وفي ظل العولمة والتي استشرت بكل أشكالها وتشعبت حالاتها برزت العديد من الدعوات التي لم تعهدها العصور السابقة ولعل ابرز هذه الدعوات أو الطروحات تمثلت في النقد الثقافي، والنص الرقمي ، والصورة الرقمية، والعالم الافتراضي، وهي مجالات مستحدثة تفرض واقعها وذاتها على مثقفي العصر لإيجاد أنجع الأسئلة اللازمة لحل مشكلاتها المعقدة، وقد تناول الرباعي مظاهر هذه القضايا والأسئلة الأساسية المثارة حولها.
وأضاف الرباعي أن النقد الثقافي مصطلح جديد نشأ على يدي ناقدين أمريكيين هما رولان وليامز في كتابه الثقافة والمجتمع وهوقرت في كتابه وظيفة الأدب ، ورغم إن هذه هي البداية إلا أنها تشعبت تشعب مجالات الثقافة نفسها وتشعب تعريفاتها المختلفة. ويضيف الرباعي انه لاشك أن كل فعل إنساني صادر عن معرفة ما، قابل لان يدرس بأسلوب ينسجم مع نوعية هذا الفعل لتعرف دوافعه وغاياته ونتائجه ومدى نفعه وعدم نفعه، مضيفا انه لم يعد الأدب موضع اهتمام فئة النقد الثقافي لان هدف هذا النقد ما سعى ويسعى إليه النقد الأدبي فإذا كان النقد الأدبي يسعى إلى البحث عن الجمال الكلي الذي تتفاعل فيه اللغة مع ما تدل عليه أو توحي به فان النقد الثقافي يجب أن يبحث عن المؤثرات الثقافية أياً كان مصدرها وما دامت أية ممارسة فعلية تتم على الأرض هي موضع اهتمام هذا النقد ومجالا من مجالاته فمعنى هذا أن الأدب لا يشكل إلا فعلا واحدا من هذه الممارسات وهو بهذا فرع من كل وليس أصلاً لفروع. ومن هنا خرج بعضهم مثل انتوني ايستهوب يقترح ضم الأدبي والشعبي في حقل واحد للدراسة وذلك في كتاب واحد اسماه الأدبي في الدراسات الثقافية.
ثم تحدث الرباعي عن النص الرقمي، مؤكدا انه رافق العولمة ثورة معلوماتية هائلة وتقدم تكنولوجي مذهل وخطير في مجالات الحياة المختلفة، مشيرا إلى العديد من التجارب الحديثة والمهمة في هذا المجال كتجربة محمد سناجلة والعربي المقيم في النمسا محمد حبيب، مؤكدا أن هذا النوع من الكتابة يتطور ولابد من أن يكون له وسائل نقدية خاصة به.
ثم تحدث عن الصورة الرقمية أو الميديا الإعلامية حيث لابد لأسئلة النقد الحديث من مواجهة هذه الصورة، مؤكدا أن الصورة الرقمية تدمر العلاقة بين الخيال والواقع إذ يتشبه الواقع بالخيال . ويختم الرباعي بأننا أمام ثلاثة أسئلة كبيرة هي: هل ننكفئ على ذاتنا ونتعلق بخصوصيتنا الثقافية؟ أم هل نندمج كلية بهذا العالم الجديد والسير وفق شروطه والياته؟ أم نتخذ موقفا فيه حيث الاستفادة من أسباب التجديد و وسائله؟.